Imprimer

عيد دخول السيّد إلى الهيكل (عيد اللقاء)

 

تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية في اليوم الثاني من شهر شباط بعيد تقدمة الرّب إلى الهيكل، متذكرين سمعان الشيخ البار الذي حمله على ذراعيه وأدخله الهيكل.
لقد رتّب أباء الكنيسة الأرثوذكسية هذا العيد ليكون في عداد الأعياد السيّديّة الكنسيّة أي الأعياد المخصّصة بالرب يسوع المسيح والروح القدس والصليب، التي لها مهمّة واحدة وهي إعلان خلاص الرب لبني البشر.
أما عيد تقدمة الرّب إلى الهيكل فله نافذة خاصة تؤكّد لنا إلوهيّة يسوع الإله المتجسد من مريم العذراء لخلاصنا، وذلك بشهادة مار سمعان الشيخ على إلوهيّته، وكيفيّة تجسّده، فالشاهد والمشهود له يجب أن يكونان في الصورة ليكمل المنظر الواضح لهويّة يسوع الإلهيّة، والهويّة البشريّة المنحدرة من السلالة الملوكيّة الداوديّة حسب النبوّة، ثم قبل أن ننظر إلى هويّة يسوع الإلهيّة والبشريّة، علينا أن نبدأ في تثبيت كفاءة الشاهد البشري سمعان الشيخ للشهادة على إلوهيّة الطفل يسوع.

فسمعان الشيخ هذا كان باراً تقياً وروح الرب عليه، لذا أُوُحي له بأنه لن يرى الموت قبل ان يرى مسيح الرب، وهكذا جاء الرّوح الالهي الى الهيكل، عندما دخل يوسف ومريم بالصبيّ اتماماً لمقتضيات الشريعة، أخذ سمعان الصبيّ على ذراعيه وبارك الله، ثم فتح فمه قائلا القول الشهير بالإطلاق:

"الآن اطلق عبدك أيها السيّد على حسب قولك بسلام فإن عينيّ قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته أمام كل الشعوب نوراً لاستعلان الأمم ومجداً لشعبك اسرائيل" .
إن هذه الصلاة التي قالها سمعان الشيخ تردّدها الكنيسة يوميا في كل صلواتها، تردّدها كل نفسٍ مسيحيّة مشتاقة الى الفرح السماوي والى الدّيار السماوية ، فنقولها بعد القداس الإلهي في صلاة الشكر بعد المناولة وكذلك في صلاة الغروب .
آمين